Size = 842 KB
لفتح هذا الملف يلزم تنزيل برنامج
Acrobat Reader
New Page 1
يقول عبد الحى أديب كاتب سيناريو فيلم باب الحديد : آخر ما كنت أتوقع أن يفشل فيلمى "باب الحديد" تجاريا هذا الفشل الذريع فى ذلك الوقت ..وتبادلت مع يوسف شاهين مسئولية الفشل دون أن أجد تفسيرا منطقيا لما حدث وعندما عرض التليفزيون الفيلم, بعد سنوات نجح نجاحا عظيما . وبخبرة السنين أدركت أننى فى ذلك الوقت كسرت القاعدة التقليدية للسينما المصرية الملتزمة بأكلاشيهات الفتاة المسكينة والكبارية والباشا والصعلوك , والنتيجة تحطيم جمهور الصالة دار العرض فى الحفلة الصباحية بعد عشرين دقيقة فقط من بداية العرض وخروجه ساخطا , بينما صمم جمهور البلكون على استكمال الفيلم. ومع ذلك يعد فيلم "باب الحديد" 1958 من أنجح النماذج السينمائية التى تبرز أصالة الموهبة المتمردة لدى مؤلف القصة وكاتب السيناريو عبد الحى أديب , والمخرج يوسف شاهين مما أعطى الفيلم مكانة خاصة فى تاريخ السينما المصرية والعالمية ولدى المتفرج الذى يقبل على مشاهدة الفيلم بلهفة ودهشة حتى يومنا هذا. ويكتسب فيلم "باب الحديد" قوته من البناء الدرامى المعمارى المتماسك والجرىء للغاية , والذى يعتمد على عدة شخصيات تحمل تركيبات نفسية ثرية للغاية تنبع من خلفيتها الاجتماعية والثقافية والسياسية . وتنقسم الشخصيات فى هذا الفيلم لشخصيات بارزة مثل شخصية بائع الجرائد الأعرج قناوى (يوسف شاهين) وبائعة المثلجات النمرة الفاتنة هنومة(هند رستم) وأبو سريع حمال الحقائب رمز القوة (فريد شوقى ) وعم مدبولى ( حسن البارودى) الشاهد على كل الأحداث بكلماته الثقيلة ووعيه الشديد وحزنه المكتوم وقدرته على قراءة البشر التى اكتسبها من خبرة سنوات عمره الطويلة.وبرزت براعة مخرجه يوسف شاهين من خلال التوظيف المحكم لكافة التفصيلات المرئية ,والذى صعد بالمكان ذاته لدرجة البطولة. حيث لعبت محطة مصر دور قلب جدلية المنظومة الدرامية ومصدر السرد النابع منه الخيوط الدرامية المتشابكة, والذى فرض على الحدث طبيعة شخصياته كما فرض عنصر الزمن بما يتناسب مع المقتضيات الدرامية.