تاريخ السينما العراقية
|
1959 ـ 1975 |
في عام 1959 أنشأت اول مؤسسة حكومية للسينما هي مصلحة
السينما والمسرح ( 11) لكنها لم
تباشر الانتاج إلا في النصف الثاني من الستينات ولحين ظهور افلام المؤسسة
أستمرت وتيرة الانتاج السينمائي الخاص، علماً ان المصلحة قد اشترت المعدات
والاجهزة الخاصة التي كانت لدائرة الاستعلامات الاميركية في بغداد والتي كانت
تقوم بانتاج الافلام الاخبارية القصيرة قبل قيام ثورة 14 تموز 1958 .وكانت
الافلام التي قدمتها مصلحة السينما والمسرح أفلام وثائقية ذات صلة بأحداث الثورة
في تلك الفترة وأستمر الحال الى عام 1966. |
وخلال الفترة التي سبقت عام 1966, قدم القطاع الخاص من شركات وافراد عدة افلام لا تخرج طبيعتها عن الافلام المقلدة للافلام المصرية بأستثناء
فيلم (قطار الساعة 7 ) المعروض في عام 1961 لمخرجه حكمت لبيب أواديس الذي يعتبر
واحداً من المخرجين المتميزين حيث قدم هذا المخرج أفلاماً ذات قيمة فنية فضلاً
عن فيلم قطار الساعة 7 , كفيلم( اوراق الخريف) 1963 بالاضافة الى فيلم عراقي لبناني
مشترك ثم غادر الى اميركا حيث يعمل هناك، وقصة فيلم قطار الساعة 7 تتحدث عن
عامل قطارات عليه ان يعود الى عمله بعد ساعة لتحويل مسار القطار قبل حدوث
كارثة، وخلال هذه الساعة تحدث له مفارقات كثيرة. |
وقبل هذا الفيلم عرض فيلم (حوبة المظلوم ) أو (القرار الاخير)
من اخراج صفاء محمد علي وانتاج ابراهيم الشيخلي وتمثيل جمعة الشبلي وسلمى عبد
الاحد وعرض الفيلم في عام 1961 وفيلم (أنا العراق) للمخرج محمد منير آل ياسين من
انتاج شركة افلام الشرق السينمائية تمثيل سعدي يونس وانتصار سامي وعرض الفيلم
عام 1961 وفيلم من (اجل الوطن) لمخرجه فوزي الجنابي وانتاج محمود شكري وبطولته مع
سعاد هيثم وفيلم (سلطانة) للمخرج صفاء محمد علي وانتاج علي السراجي وتمثيل علي
الاغواتي ولواحظ وفيلم (قطار الساعة 7 )لحكمت لبيب الذي عرض في عام 1962 وفيلم
(مشروع زواج) للمخرج كاميران حسني وانتاج شركة سمير اميس وبطولة فخري الزبيدي
وألهام حسين والذي عرض عام 1962 ، وفيلم( انعيمة) لمخرجه عبد الجبار ولي وأنتاج
شركة سومر وتمثيل سلمان الجوهر وخولة عبد الرحمن والذي عرض عام 1962 ، وفيلم (
ابو هيلة) لمخرجه محمد شكري وانتاج شركة سومر وتمثيل يوسف العاني وزينب وعرض
عام 1962 ,وفيلم (فجر الحرية) الذي اخرجه محمد منير عبد الحكيم وانتجته شركة افلام
الزبيدي ومثله عارف الزبيدي وعائدة احمد والذي عرض عام 1962، وعرض أول فيلم
عراقي ملون وهو فيلم (نبوخذ نصر) لمخرجه كامل العزاوي من انتاج شركة شهرزاد
وتمثيل سامي عبد الحميد ونجلاء سامي حيث بدأ الانتاج لهذا الفيلم عام 1957
وبلغت تكاليفه أكثر من اربعين ألف ديناروتم انجازه عام 1961 ولم يسترد تكاليف
الانتاج عند عرضه وتوزيعه سنة 1962، وانتج فيلم (اسعد الايام) في 1963 وهو من
اخراج برهان الدين جاسم ومن أنتاج أفلام الزبيدي ومثله عارف الزبيدي ومديحة
وجدي، وعرض فيلم (يد القدر) عام 1963 وهو من اخراج كامل العبلي ومن انتاج
أفلام العربي وبطولة عدنان الامام وسلمى عبد الاحد وعرض فيلم (العودة للريف) عام
1963 واخرجه فالح الزيدي وهو من انتاجه أيضاً وبطولة رفعت ابراهيم وسليمة خضير
وعرض فيلم (بصرة ساعة 11 )الذي اخرجه وليم سايمون أنتاج افلام الجمهورية، وبطولة
حسين الزبيدي وأحلام وهبي وعرض الفيلم عام 1963.. وفي العام نفسه عرض فيلم
(أوراق الخريف) لمخرجه حكمت لبيب، أنتاج ستوديو هاماز تمثيل سليم البصري ومورين،
وبعد هذا الفيلم من الافلام التي لاقت نجاحاً جماهيرياً مرموقاً في مسيرة
السينما العراقية كونه يحمل موضوعاً أجتماعياً بأخراج متقن وهذا هو الفيلم
الثاني لمخرجه بعد فيلم (قطار الساعة 7 ) وقصة الفيلم مأخوذة عن مسرحية بعنوان
( حكم القدر) للكاتب الارمني أواديس هاردينال، اشترك في كتابة القصة السينمائية
والحوار الكاتب العراقي أدمون صبري وصوره ماجد كامل، وكانت اجواء الفيلم قريبة
من اجواء الافلام المصرية خصو صاً أفلام المخرج حسن الامام حيث تلعب الصدفة
والقدر دوراً في تحديد مصائر أبطال الفيلم، وقصة الفيلم تتحدث عن فؤاد ( سليم
البصري) الذي يعمل تاجراً ناجحاً ويعيش حياة عائلية سعيدة مع زوجته إلا ان
الشكوك تراوده بسبب صديقه الذي يحاول إغواء زوجته فيطلقها ويذهب للعمل في مدينة
البصرة لكنه يفشل في عمله نتيجة لأدمانه الكحول لذا يترك البصرة قاصداً الهند
للعمل هناك وتمر الزوجة بظروف قاهرة وتحاول قتل صديق زوجها ويعيش الابن حياة
قاسية، بينما امه في السجن وعندما تغادر السجن لتعمل في اكثر من عمل من اجل
لقمة العيش في المقابل يعود زوجها من الهند لتقوده الصدفة الى ملاقاة ابنه ومن
ثم ملاقاة زوجته ليتعرف على الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان حيث تموت الزوجة بين
يديه نتيجة مرض الم بها بسبب السجن والظروف الصعبة. |
وفي عام 1964 عرض فيلم (مع الفجر) لمخرجه عبد الجبار العبيدي
ومنتجه هلال المالكي وبطولة فاروق هلال وبرلنتي حميد، وفي العام نفسه عرض فيلم
(عفرة وبدر) لمخرجه فالح الزيدي ومن انتاج صالح الشيخلي وتمثيل ياس علي الناصر
وبرلنتي حميد ، وعرض في عام 1965 فيلم( ليالي العذاب)، وهو من اخراج جواد الشيخلي
وانتاجه وتمثيل سليم الوكيل واحلام وهبي، وتم عرض فيلم العائلة البائسة (
غزالة) وهو من اخراج جواد مطشر وانتاج شركة افلام الكواكب وتمثيل سليم سالم
وبرلنتي حميد في عام 1965، ولهذا الفيلم قصة طريفة ففي يوم 5/7/1965 عرضت سينما
ريكس ( النجاح حالياً) فيلم عراقي جديد عنوانه (العائلة البائسة)، من انتاج شركة
الكواكب، تأليف واخراج جواد مطشر وتصوير عبد اله سلمان وبطولة سليم صويص،
وبرلنتي حميد وصفاء محمد علي ولطيف النقاش وغيرهم، وقصة الفيلم عن اربعة اصدقاء
مستهترين يمارسون التهريب يتعرفون على مجموعة من الغجر ومن بينهم الراقصة
الحلوة ( غزالة) التي تهرب معهم ويستغلها احد الاصدقاء الاربعة في علاقات
مشبوهة لتحقيق اغراض مادية تكون على حساب القضاء على عائلة سعيدة، بعد سنتين
وبالتحديد في 30/10/1967 عرضت سينما السندباد الفيلم العراقي الجديد ( غزالة)
من اخراج وتأليف صفاء محمد علي غير ان الفيلمين في حقيقة الامر هما فيلم واحد
فبعد ان كان مدير التصوير في العرض الاول عبد الله سلمان يتحول الى عدنان
الامام وجورج يوسف وكان سبب التغييرات هو الخلافات الكبيرة بين المنتج والمخرج
التي ادت الى سرقة الحقوق الادبية لصانعي الفيلم.. وفي نهاية عام 1991 تقدم
المخرج جواد المطشر بطلب الى الرقابة لأجازة توزيع فيلم عراقي على اشرطة
الفيديو كاسيت يحمل عنوان ( غزالة وصياد) يعيد به أسمه كمؤلف ومخرج، وفي عام
1966عرض فيلم (الغرفة رقم 7 )وهو من اخراج كاميران حسني وانتاجه وتمثيل عبد الله
السنماس ونادية جمال، وانتج هاشم جعفر فيلم (درب الحب)وهو من اخراج برهان الدين
جاسم في عام 1966 مثله المطرب فاروق هلال ومديحة وجدي. |
وفي عام 1967 أنتج استديو العربي فيلم (شذرة البدوية)، أخرجه
عدنان الامام ومثله أمام خولة عبد الرحمن وانتجت شركة الربيعين فيلم (طريق الشر)
الذي الفه واخرجه سامي الجادر ومثله أمام سميرة زكي عام 1967.شارك في الفيلم
عدد من الممثلبن الهواة من الموصل ومنهم حميد الجادر ووجيه حامد وعبد القادر
سعيد وسمير يونس ونورية ابراهيم ومن بغداد جمعة العربي ومديحة وجدي والمطربون
عبد الصاحب شراد وعبد الجبار الدراجي وغادة سالم وعرض الفيلم في داري سينما
الحمراء الشتوي والوطن الصيفي يقول الفنان حسن فاشل وهو احد ممثلي الفيلم (
برغم نجاح الفيلم الجماهيري فان الشريط خسر ماديا بسبب استغلال اصحاب دور العرض
من جهة والجانب الضريبي من جهة اخرى )وقصة الفيلم تدورماخوذة من قصة واقعية في
خمسينات القرن الماضي عن امراة تقيم علاقات عديدة مع ثلاثة رجال الاول ثري
,والثاني شقي شرير, والثالث شاب متمرد على واقعه وتقاليد اهله يسلك طريق الرذيلة
قبل ان يرجع الى صوابه اما المراة فينتهي بها المطاف الى الاستجداء بعد ان تفقد
بصرها ويذكرالفنان حسن فاشل انهم كانوا يجمعون المال لشراء (بار) من الشريط الخام لتصوير عدد من
المشاهد وقد تعهد احد الاشخاص بتمويل الفيلم من جيبه الخاص وبعد تصوير عدة
مشاهد انسحب من الفيلم مما اضطر نا الى اعادة التصوير مع ممثل اخر ، بلغ تكاليف
انتاج الفيلم اربعة الاف وثمان مئة دينار وهو مبلغ خرافي في ذلك الوقت, ومن المفارقات التي حدثت اثناء تصوير احد المشاهد العنيفة سقوط احد
الممثلين مخضبا بدمه بسبب ضربة بقنينة زجاجية على رأسه وتبين ان القنينة التي
سخنت على النار وتم تبريدها في الماء البارد ليسهل كسرها على رأس الممثل تم
استبدالها بقنينة اخرى(12) . |
ونقف أمام فيلم عراقي اخر اضاء تاريخ السينما العراقية وهو
فيلم (الحارس) وقد عرض امام الجمهور لأول مرة في 31/7/1967 في سينما الخيام وفي
العام التالي شارك في مهرجان قرطاج وفاز بالجائزة الفضية بعد ان حجبت الجائزة
الذهبية ويكون بذلك اول فيلم عراقي يحظى بتقييم فني وجماهيري في العراق،وقد أنتجت
الفيلم شركة افلام اليوم، وكتب قصته قاسم حول وصوره نهاد علي وأخرجه خليل
شوقي وقام ببطولته مكي البدري وزينب وكريم عواد وسليمة خضير وغيرهم، قدم الفيلم
دراما انسانية غير معقدة وبتقنيات بسيطة قصة حب من طرف واحد بطلها بائع نفط
يعمل حارساً ويهيم في حب ارملة حسناء ويحلم بالزاواج منها لكنها تتزوج غيره
وليعوض عن فشله في امتلاكها يسرق صورتها. تميز فيلم (الحارس) بتصويره الذي راعى
اختيار زوايا الكاميرا وحجومها وحركتها المعبرة والاضاءة الموحية، ومن الجدير
بالذكر ان هذا الفيلم هو التجربة الاولى في الاخراج لخليل شوقي علماً ان انتاجه بدأ عام 1965 لكنه لم يعرض إلا عام 1967. |
ومن انتاج نعيم الصافي واخراجه عرض فيلم( ذكريات) الذي مثله
احمد حمام ووداد سالم على صالة سينما روكسي في 18/12/1967 وهو من الافلام
الميلودرامية المتأثرة بشكل واضح بأفلام الخمسينات المصرية ,وقد صور الفيلم اندراوس
عيسى وهوالفيلم الوحيد الذي اخرجه نعيم الصافي كاملاً ,ذلك انه سبق ان
بدأ بأخراج فيلم (ارادة شعب) عام 1959 ثم اكمله برهان الدين جاسم, والثاني( فجر
الحرية) 1962 الذي مثله محمد منير عبد الحكيم وعمل نعيم الصافي لاحقاً مصوراً
في تلفزيون العراق وكان اول دخول له في مجال السينما وهو في سن الثانية عشرة من
عمره ليعمل كومبارساً في فيلم ( عليا وعصام) 1949. |
في عام 1968 عرض الفيلم الاول الذي انتجته مصلحة السينما
والمسرح وهو الفيلم الروائي ( الجابي) وكان قد بدأ في تصويره عام 1966 أي بعد
سبعة أعوام من تشكيل مصلحة السينما والمسرح التي لم تنتج خلالها سوى الشرائط
التوثيقية لأيام الثورة ونشاطات ثقافية وسياسية مختلفة، كان هذا الفيلم مخيباً
للامال بالرغم من ان مخرجه واحد من المثقفين اللامعين أنذاك في مجال السينما
وهو الفنان جعفر علي حيث جاء الفيلم ضعيفاً في تقنياته وموضوعته وسيناريو
الفيلم مفكك وضعيف, وقد مثل في هذا الفيلم، سعد عبد الرزاق، ووداد سالم، وقدم حكمت
لبيب اواديس فيلمه (وداعاً لبنان )عام 1968 وهو من انتاج شركة افلام بغداد بيروت
ومثل فيه منير معاصري ومارلين شميدت. |
ثم جاء الفيلم الثاني لمصلحة السينما والمسرح (شايف خير)
لمحمد شكري جميل مخيباً للامال، إذ يقول الناقد والمخرج قاسم حول معلقاً على
هذا الفيلم الذي بدأ تصويره عام 1966 وعرض عام 1969 ومثل فيه فخري الزبيدي،
وفاطمة الربيعي ,وعلى هذا الاساس فلقد تحولت المؤسسات الموجودة -يقصد مصلحة
السينما والمسرح التي انتجت الفيلم- لهذا الغرض لعبة شطرنجية يلعب في بيادقها
اطفال لا تدرك الفسحة الملائمة للبيدق الملائم دون التفكير بأن ما يصرف على هذه
المؤسسات هو من جهد الناس واتعابهم، وان الاموال التي تصرف في هذا المضمار هي
اموال هذا الشعب يقدمها جهداً ويتطلع الى محاصيلها فكراً وحباً وخبزا(ً13
) .كان فيلم (شايف خير) تجميعاً ومونتاجاً لأغانٍ صورتها مصلحة
السينما والمسرح، حتى ان الباحث رعد عبد الجبار أستبعد هذا الفيلم وفيلم ( ابو
هيله من عينة بحثه) عن تأثير التقنيات والنظريات السينمائية العالمية على
أسلوب المخرج العراقي. (14) |
في عام 1970 أنتجت شركة بغداد فيلم (طريق الظلام
)وهو من اخراج
عبد الكريم السراج، وتمثيل صبري الرماحي وأمال محمد وفي عام 1969 بوشر تصوير
فيلم جسر الاحرار وهو من انتاج مصلحة السينما والمسرح، واخراج ضياء البياتي
وتمثيل خليل العزاوي وفاطمة الربيعي وعرض الفيلم عام 1970 وقدمت شركة افلام
الرشيد فيلم( الجزاء )الذي اخرجه حسين السامرائي ومثل فيه غازي التكريتي وازادوهي
صاموئيل، وعرض في 1970، وجاء فيلم ( الظامئون) الذي حشدت له جهود ملموسة
وامكانات مادية ووظفت جميع الطاقات والملاكات التي دمجت سوية من مصلحة السينما
والمسرح ,والمؤسسة العامة للأذاعة والتلفزيون في كيان واحد باسم المؤسسة
العامة للأذاعة والسينما (15). |
لقد جاء هذا الفيلم معبراً عن النضج العالي والاسلوب المتطور
عن السائد في السينما العراقية الى ذلك التاريخ، برزت فيه عناصر اللغة
السينمائية والاستخدام الموفق للرموز والاستعارات والبناء الدرامي المتماسك
وحركة الكاميرا وزواياها واحجام اللقطات، والاداء المتميز من حيث البساطة
والعفوية والتكوين الفني المتميز الذي يؤكد دور كاتب السيناريو في توصيل
مكوناته فضلاً عن قدرة المخرج على تجسيد هذه المكونات (16). |
كما ان قصة الفيلم أنما تؤكد على الفهم الواعي لتوظيف الشخصية
البطلة في العمل وهي شخصية الزاير التي اداها الفنان خليل شوقي ونضال اهل
القرية لحفر البئر بعد موجة الجفاف جعلت البعض يفكر في الرحيل عن القرية الى
المدينة، الا ان الزاير يصر على حفر بئر ثانٍ بعد ان كان ماء البئر الاول مراً،
وبرغم سقوط الامطار إلا انه اراد من استمراره في الحفر أن يؤكد أن قضيته قضية
وجود وليست قضية مرتبطة بحيثيات الامر الواقع. |
حصل هذا الفيلم على اهتمام اعلامي وجماهيري عند عرضه في تاريخ
1972 ,علماً ان الفيلم مأخوذ عن رواية عبد الرزاق المطلبي بالعنوان نفسه، وكتب
السيناريو ثامر مهدي واخرجه محمد شكري جميل. كان هذا الفيلم هو اخر مخلفات
مصلحة السينما والمسرح التي دمجت مع المؤسسة العامة للأذاعة والتلفزيون حيث
اصدر مجلس قيادة الثورة بتاريخ 4/6/1972 ,قانون رقم 72 لسنة 1972 تم بموجبه
ألغاء قانون مصلحة السينما والمسرح العامة لسنة 1959. وفي هذه
الاثناءأستمر القطاع الخاص بالعمل حيث أنتجت الشركة الوطنية فيلم (المنعطف)
الذي عرض في 7 نيسان 1975 فى قاعة سينما بابل، والمأخوذ عن رواية الكاتب
العراقي غائب طعمة فرمان - خمسة اصوات- وهذا الفيلم يضاف وبجدارة الى الافلام
العراقية المتميزة،وهو بطولة يوسف العاني، وسمير اسعد،ويعتبر خطوة جريئة
ومتميزة في السينما السياسية تناولت موضوعاً فريداً من نوعه عن ازمة المثقف
العراقي بلغة سينمائية جيدة حتى ذلك الوقت,وقد وضع سيناريو (المنعطف) نجيب عربو
الذي كان مساعداً للاخراج ايضاً، ونهاد علي مديراً للتصوير، وعدنان الامام
مصوراً.واخرج هذا الفيلم ذي الصبغة السياسية الفنان جعفر علي،المولود عام 1933
والمتخرج من كلية الاداب عام56 والحاصل على الماجستير في السينما والتلفزيون في
جامعة ايوا في اميركا وقد عاد الى بغداد بعد تخرجه ليعمل مدرساً في معهد الفنون
ثم في اكاديمية الفنون الجميلة وساهم في تأسيس فرقة مسرح بغداد واسهم في
الصحافة الفنية، واصبح مديراً للتلفزيون وخلال تصوير فيلم (المنعطف) كان يعمل
رئيساً لقسم السينما في اكاديمية الفنون الجميلة،وقد عرض الفيلم في عام 1975 في
مهرجان موسكو السينمائي التاسع، وحقق الفيلم نجاحاً فنياً كبيراً . |
والغريب ان المخرج الذي قدم
هذا الفيلم لم يقدم ما يناسب مستواه في الفيلمين الاخرين وهما( سنوات العمر )الذي
لم يعرض في دور العرض السينمائية ,وفيلمه الاخر( نرجس عروس كردستان) وهو اول فيلم
باللغة الكردية. وترجع اهمية هذا الفيلم فضلاً عن طريقة تقديمه سينمائياً الى
انه عرض وبصميمية بغداد الخمسينات، والرواية التي اخذ منها الفيلم حافلة
بالاحداث والشخصيات لذا عمد صانعوه الى اختصار شخصيتين منها لتدور احداث
الفيلم حول شريف وحميد وسعيد الذين قام بادوارهم على التوالي يوسف العاني, وسامي
عبد الحميد ,وطعمة التميمي في اول دور كبير له، فضلاً عن الممثل الراحل عبد الجبار كاظم الذي كان في بدايات ظهوره في السينما,
والممثلة المسرحية سمر محمد ,وعبد الجبار عباس وزكية خليفة والاذاعية كلادس
يوسف بالاضافة الى الوجه الجديد سميرة اسعد، التي اختفت من الشاشة لاحقاً. |
أما عدنان الأمام فقد أخرج او مثل او صور في العديد من
الافلام العراقية ومن بينها ( يد القدر) و(شذرة البدوية) و(الزورق)، وفي نفس
عام 1975 أنتج فيلم (ليالي
بغداد)، ولم يعرض وقد أخرجه برهان الدين جاسم وانتجه يحيى العريبي، ومثله خليل
الرفاعي وسعاد عبد الله.
. وفي عام 1976 انتج فيلم ( سنوات العمر) الذي اخرجه جعفر علي
ولم يعرض جماهيرياً،وقد مثل في الفيلم عبد الوهاب الدايني، ومهى صبري. |
وعند هذا الحد، توقف القطاع الخاص عن الانتاج بأستثناء فيلم
(الزورق) الذي اخرجه عدنان الامام، وانتاج (افلام الشباب)، تمثيل سامي قفطان
ووداد شوقي، والذي عرض لأول مرة في 5/12/1977 في سينما النصر، كتب قصة الفيلم
فراس عدنان ووضع السيناريو والحوار قائد النعماني واحمد حمام.وشارك مع سامي قفطان ووداد شوقي في بطولة الفيلم قاسم الملاك
,وقائد النعماني ,وطعمة التميمي, وسمر محمد وكما اسلفنا يعد هذا الفيلم خاتمة
المطاف لأنتاج القطاع الخاص في السينما العراقية حيث توقف انتاج القطاع الخاص
تماماً. تدور قصة (الزورق )عن فتاة أحبت عاملاً في مصنع والدها،الذي رفض تزويجها
له، يتعرض الشاب للموت أثر حادث بعد ان يترك جنيناً في احشائها، فتقرر الانتحار
إلا ان احد الصيادين ينقذها، من الملاحظ أن في احدى ملصقات الفيلم اشارة الى ان
المخرج هو عبد الكريم توفيق ويشير ملصق اخر، الى التصوير والاشراف لعدنان
الامام(17) . كان هذا الفيلم هو
اول واخر فيلم لممثلة جديدة اسمها وداد شوقي، كما استعان الفيلم بالنجاح
الجماهيري الساحق الذي حققه الفنان قاسم الملاك في مسلسل (جرف الملح )الذي كتبه
للتلفزيون صباح عطوان واخرجه ابراهيم عبد الجليل. وقد وضعت لافتات دعائية
لشخصية ( عذافة) التي اداها قاسم الملاك، عرض الفيلم لمدة اسبوعين في سينما
النصر، وتحديداً في 5 كانون الاول 1977. وانتقل بعدها ليعرض في جميع محافظات
القطر. كما عرض في بعض اقطار الخليج العربي، وتعرض في عرضه الاول الى حملة نقد
قاسية، وصلت الى حد نعته بالكارثة السينمائية، كان القطاع العام قد بدأ نشاطه
بقوة منذ عام 1975 متداخلاً مع القطاع الخاص الذي توقف تماماً عام 1977. |
|
هوامش : |
11
ـ يذكر الباحث فلاح قاسم في
رسالته ( اشكالية تنظيم.. ص 44) ان رقم القرار المنشور في الوقائع العراقية ذي
214 السنة الثانية سنة 1959 نظام وزارة الارشاد هو 50 لسنة 1959 حيث تشير
المادة الثامنة الى ما يلي: مصلحة السينما والمسرح، تتولى مهمة التوجيه والارشاد بوسائل السينما والمسرح
وفق خطة عامة تضعها الوزارة وتنظم أعمالها وتشكيلاتها بموجب تشريع خاص. في حين
يشير الباحث علي عبد الكريم صفوك، الى صدور قانون السينما والمسرح رقم 190 لسنة
1959، والذي تأسست بموجبه أول مؤسسة رسمية للسينما والمسرح.
|
12-طريق الشر ينتهي
بخطوة ،جريدة الثورة ، العدد10818 في 9 اذار 2003 . |
13
- حول، قاسم، شايف خير.. واسباب النكسة، جريدة الثورة بتاريخ 25/2/1969. |
14
-أنظر: ثامر، عبد الجبار، رعد، تأثير
التقنيات والنظريات العالمية على اسلوب المخرج السينمائي العراقي، اطروحة
ماجستر1989.
|
15 ـ قاسم، فلاح،
اشكالية تنظيم الانتاج
السينمائي، مصدر سابق، ص52. |
16 ـ أنظر: ثامر، عبد الجبار،
رعد، مصدر سابق ص 101- ص105. |
17 ـ عباس، مهدي، الزورق، سينما سينما،
جريدة الجمهورية العدد 8054 في 5/12/1991. |